محمد شاه جهان بن تيمول حق
طالب جامعة دار الهدى الإسلامية ، بنغال الغربي
الحمدلله رب العالمين، حمدا يليق بجماله وكماله وجلاله، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، رحمة للعالمين، ومن تبعهم بالإحسان إلى يوم الدين.
وبعد..
إن الله قد اختار محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا. وأرسله لدعوة الناس إلى الدين القيم ، وهداه بكتاب هو صراط مستقيم، ارتضاه ليكون إماما لجميع البشر، وجعل له شريعة غراء خاتمة، وانتهت به سلسلة النبوات، قال الله سبحانه وتعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا.
إن الدين الإسلام قد ألزم أقدامه الراسخة منذ بداية البشرية ولكن الشياطين قد طهشوا العمل من عبادة الله تعالى إلى مستنقع الفواحش والذنوب، فالإسلام دين الأمن والمودة، والمساواة والصداقة ، والأخوة والممرورة ، والبشرية والإنسانية، والمحبة والشعورة، وفيه سطا أحد على أحدٍ يمد رجل آخر يده لمن تضعضع بخصمهما ويصلح بينهما، الإسلام دين الإصلاح بين الناس والإفلاح بين الأفراد بإزالة أسباب الخصام. وقد أمر الله سبحانه وتعالى في غير ما وضع من القرآن ومن ذلك قوله تعالى: وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.
الإسلام معناه لغة: الدخول في السلم، بأن يسلم كل واحد من أذى صاحبه. اصطلاحا: إظهار القبول والخضوع لما أتى به النبي، يقول الله سبحانه وتعالى مخاطبا لنبيه المختار: وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
الإسلام الأمين هو دين الله المبين، وجعله الله صدقا وسلاما للعالمين، أنزل فيه كتاب الله الكريم، ليكون لنا عزا وشأنا ، يقول الله عزوجل: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. ولمن سلك به الفوز والفلاح والصلاح، ويقول نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.
وبعث الله في الناس رسولا منكم يتلو آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، وأنزل معه الكتاب ليخرج من الظلمات إلى النور وكنتم على شفا حفرة من النار، فأخرج النبي الإنسانية جمعاء من الغياهب الحالكة، الدجى الكالجة القاتمة إلى صراط القويمة العديلة، وإنه لما طلعت شموسة في هذا الكون، انبلج في العالم قاطبة صبح جديد وطلع على هلال لابية فتقشعت سحب الظلام كما قيل :
في يوم مولدك العظيم تلألأت
أفاق هذا الكون بالأنوار
وتقشعت سحب الظلام عن الدنا
وازدانت الأشجار بالأثمار.
ولكن قبل ظهور أتقى الأتقياء وأصفى الأصفياء في أرض خالق الأنبياء، كان الكفار سطوا بعضهم على بعض وكانوا وهشوا على أشغال الدنيوية وثارت الفتنة بينهم، فجاء مغوار الآجل ومقدام العاجل برسالة فطرة ويضمن لسلام العالم الإنساني، والداعية إلى الخير والهداية.
وقصة لنا من روائع القصص عن عمر رضي الله عنه، كان قيل من أقيال العرب وسيد من سادات المرموقين و المعدودين وملك من ملوك قريش ورئيس من رؤساء الكفار، ولكن بمعجزة النبي الإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام فقد لان قلبه وربط الله على قلبه الإيمان فدان بملة الإسلامية، إنه قد يظن بناته تحت خفيه وأولاده فوق السماء حتى جلهم من الناس الذين كانوا في عمق الكفران وفوق النيران، وكانت هذه العادة في المكة المكرمة في زمن الجاهلية، فلو ولدت بنات يزغرد على وجوههم لون الأحمر.
هذا كل قد نظر النبي بنفس عينه وأصلح الناس به إصلاحا وأفلح الأفراد عنه إفلاحا، وفضلهن بالأولاد والأطفال تفضيلا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه، هكذا وسع دعوة الإسلام في جميع أنحاء العالم.
الاسلام يدعو المؤمنين إلى الإعتدال في كل شيء حتى في المشي والسير في الطرقات، قال الله تعالى: لا تمشي في الأرض مرحا، بمعنى أن يكون مشيى الإنسان بوقار وأن يبتعد في مشيته عن الخيلاء والكسل.
لو أمعنا أنظارنا إلى التواريخ الهندية وجدنا أمورا عجيبة وأحداثا غير عابرة، إن رئيس الوزراء نريندرا مودي قد ينهل المسلمين والمسلمات بعقاب مختلفة وعذاب متنوعة، تمضى هنا سبع سنوات من اعتلاء نريندرا مودي وتمضي هنا سنوات باتت فيها الأقليات تحت الخطر واليأس على حين غفلة من الفئات الدولية، فلو اختصرنا حصالة هذه الفترة القاسية لا بد من وصفها أنها كانت سنوات عجاف، عمت فيها ملامح اليأس والقنوط في قسمات الشعب الهندي، هنا لا تنبت الأزهار ولا ياسمين ولا نوّار، هنا لا تولد الطيور ولا تسري على الأشجار فقد تنمو هنا الأبقار، الهند الآن كسفينة متهرئة انكسرت دفتها جواء هذه الرياح اللعينة، ولم تزل الرياح الهابة من وديان شمال الهند، من كشمير، من أتربراديش، وحتى من عاصمة الجمهورية دهلي تلقح فينا بذور اليأس والقلق، يضحك على أوجههم الحزينة والبائسة.
الأكثر عجبا والأعمق حزنا أن هذه الأجواء التي تعيشها الهند حاليا تزيد الطين بلة، هل يستطيع للهند أن تخلص تاريخها من ولايات نريندرا مودي؟ وهل تضبغ رسم الهند بصبغة من المودة والرحمة ؟
أتمنى للهند مستقبلا زاهرا يتمتع كل من فيه بحظ وافر، ولكن علينا أن نحي قلوبنا بما بثه النبي صلى الله عليه وسلم بين قومه من شريف أقواله وجليل أفعاله، وعلينا أن تصبح بال أنفسنا ثم يغير الله قومه، قال الله تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسكم، أى إن الله لا يغير قوما من الشر إلى الخير، ومن الخير إلى الشر، من الرخاء إلى الشدة، ومن الشدة إلى الرخاء حينما يغير رجل ما في قلبه.
إن نصلح قلوبنا أصلح الله قومنا وقيل أيضا " يولى الرئيس عليكم بملائمكم" أي إن نك من المحسنين فولى علينا المحسن ومن المفسدين فولى علينا المفسد، فيجب على أهل الإسلام التمسك بالأخلاق النبيلة اتباعا لسنة نبي المصطفى الأخيار صلى الله عليه وسلم.
ولنا نبذة يسيرة ونظرة عابرة على واقعة إبليس، قصته خير نموذج لأهل الإسلام في العبادة والإطاعة بغير تكبر وتفخر بالله، وإنه كانت يعبد ويطيع الله حتى ما بقي أي موضع إلا وسجد فيه، وهو كان سيد الملائكة المكرمين، عالم أهل السموات المختارين، وكان متفوقا في جميع العلوم والفنون، ولكن لما أمره الله تعالى أن يسجد آدم فأبى واستكبر فكان من قوم الفاسقين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، وأرشد في حديث آخر: الراحمون يرحمهم الرحمان ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وهذا الحديث سمي بحديث الرحمة، لأنه يحث على الشفقة والمحبة بين المسلمين والمسلمات.
كذا يدعو الإسلام إلى التعليم الإسلامية، لذا المدارس الدينية واجب لدين الإسلام، إنها مصنع يصنع فيها الرجال، ويثقف منها الأطفال ويهذب الإنسان.
مذهبنا مذهب الإسلام هو دين الإكرام وفقنا الله لخدمته بالأمن والسلام.
إرسال تعليق