الفرحة المضاعفة



 محمد عاشق ميناركزي

    تنورت الأسواق والأطراق بنور البهاء والبهجة وتألقت البيوت والمنازل بالفرح والسرور،قد تزاحمت زوايا السوق بالناس لشراء الخضروات والأرز ومواد السرور كالحناء والملابس. يرقص الأطفال والبنات في أيادي والديهم تعجبا برؤية السوق كحديقة خلابة ويتلامسون في الأشياء. لأن طلوع شمس الغد يوم العيد الذي كانوا ينتظرونه منذ أيام،يوم الفرح والسرور. وكان هاشم أيضا وصل المدينة لشراء  الاحتياجات المنزلية إلى بيته وكان متوسط الأسرة. وكانت أخته الوحيدة قالت له أن يشتري لها الحناء ونبهته لأن لا ينسى، بعدما اشترى هاشم الحناء لاحظ هاشم  بنتا صغيرة تشابه أختها في العمر بجانب الدكان ناظرة إليه.كانت نظراتها وملابسها تخبر بأنها ليست كالبنات اللاتي رآهن من قبل قليل في السوق وكأنها تنتظر أحدا تطلب المساعدة منه. بعد أن دفع مبلغ الحناء تقرب هاشم من البنت وتسائل عن حالها. فقالت بعد صمت قليل بأنها من أسرة فقيرة في زاوية القرية وأبوها مصاب بالشلل وأمها عاجزة معطلة العمل بقلة الصحة.وقبل إطالتها بالكلام  أشار هاشم لها أن تأتي معه إلى بيته.بعد أن سكتت لحظة وافقته وذهبت معه إلى بيته.وكان هاشم تفهم جميع أحوالها من المحادثة معها أثناء الطريق. ولما وصلا عند البيت رأت البنت أم هاشم وأخته تنتظران في عتبة الباب ناظرتان  إلى الطريق،ولما رأتاه مجيئا أسرعتا إليه لتأخذ منه الأشياء. قد كانت أم هاشم متحيرة لما رأت أن معه بنت صغيرة ولكنها قالت لهما أن يدخلا البيت بدون إظهار الحيرة.

            ها نسيت أن أقول ما كان لهاشم إلا والديه وأخته الصغيرة.قد كانت أخته أحبت البنت بنظرة واحدة لأنهما بنفس العمر فتقربت منها سريعا وبدأت تلاعبان في الداخل. بينما تلعبان بعضهما أخبر هاشم والديه جميع ما حدث وفصل لهما أوضاع البنت وأسرتها. بعدما أخبرهما لاحظ أن أمها تشجت بالبكاء وخداها ظهرت منهمرة الدموع،وأبوه أيضا كان منحسرا بحالها. فبعد أن تكلما معها بعض الأوقات تناولوا الطعام معا.لما تأخر الوقت رأى أبو هاشم الخوف في وجه البنت وقال له ليوصل البنت إلى بيتها وأخبره أنه أيضا يرافقهما إلى بيتها.ولما وصلوا في السوق قال الأب لهما أن ينتظراه في الجانب وأسرع إلى البقالة وبعدها إلى دكان القماش.وبعد قليل  رجع وفي يديه كان بعض الأكياس.ودون أن يتكلم شيئا لهما مشى معهما إلى بيتها بحسبما  قالت.وأخيرا وصلوا إلى أقصى الحي فأشارت البنت إلى جهة وهناك كوخ صغير.لما التفتا إليه وجدا فيه امرأة في يدها مصباح منيرة تنتظر قدوم بنتها بشدة الخوف والذعر. لما رأت الثلاثة تقترب من كوخها جزعت أولا ولكن لما رأت بينهم بنتها استقرت واطمئن فؤادها.سلم أبو هاشم بنتها إليها وتحدثوا قليلا وقال لها أنهما يذهبان بسبب تأخر الوقت وسلم البنت كيسا والبواقي وأعطاها لأمها ومعها بعض الفلوس أيضا لعلاج زوجها.قبل أن تقول شيئا غادرا إلى الطريق.قد دعت البنت وأمه لعائلة هاشم لما حكت البنت جميع ما حدث لأمها وشكرا الله لنعمته العظيم. وبسبب هذا الفضل قد أصبح عيدهم أيضا بالفرح والسرور.وصار عيد هاشم وأسرته أضعاف سرور وبهجة في هذه المرة بعد هذه المساعدة الكريمة وقرروا أن يتولوا أمور تلك العائلة الفقيرة إلى الأبد.

         العبرة:عند إمعان نظرنا في المجتمع نجد أيضا عيونا تلاحظنا من أجل رحمة قلوبنا وخاصة في هذه الفترة التي تعطل فيها تسرب المجتمع.  

5 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم