الليبرالية : ليست لها جذور

 


الليبرالية نظرية أو فلسفة  سياسية تقوم على أفكار الحرية والمساواة  ، وهي تختلف باختلاف مبادئها وٱرائها ، ومن أبرز نوعها الليبرالية الكلاسيكية وهي تقوم على المساواة . ومن المعروف,  أن عالمنا خاصة  الغربيين يدعم هذه النظرية و يتخذ إجراءها لتقويتها ويبدأ لترك أديانهم  وقوانيننا  الفطرية . وأن هذا الصدد ينتشر حول مجتمعنا بسرعة من الأدنى الى الأعلى لاسيما  هي تنتشر تتفشى بين طلاب الحرم والجامعة  وأهل الشيوعية والنسوية  تأيد انتشار مبادئها وأفكارها. وهذه الفلسفة تحتوي على مزيدا من  المبادئ ، منها المساواة والفردية والنسوية ، وأن هذه الكتابة ستورد بيان مبادئها  وتوضيح أفكارها في الفقرات التالية ، و إجماليا إنها تؤدي مجتمعنا  الى الإلحاد و الزندقة  ولا تزال تنتشر بيننا .


المساواة

إن الناس جميعا ينتسبون  إلى أسرة واحدة وينحدرون من أصل واحد ومن نفس واحدة فإنهم بطبيعة الحال يصيرون   متساوين في القيمة الإنسانية ومشتركين في الخلقة البشرية ولا فرق بينهم ولا تمييز ولا فضل لأحدهم  على الٱخر من  هذا الجانب ، فالخالق واحد هو الله  والأب واحد هو ٱدم  ومن الجلية ، كما قال الله تعالى في قرٱنه العظيم :  يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَٰحِدَةٍۢ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.

ولكن الإسلام سن قوانينا وقواعدا  بحسب اعتبار الأفراد  واهتم الإسلام  بالعدالة والإنصاف من المساواة ، وهو يعامل الأشياء المختلفة بشكل مختلف وبذلك انه يضع  قوانينا مختلفا للذكور والإناث ، وللذكور  خصائص فريدة  وللإناث أيضا كذا ، ولكن قائلي المساواة يحاول ان يدمّر  انوثتها ورجولتها ، وفي الٱن  النساء تحاول ان تقلد أساليب الذكور فحقيقة أنهن تزعم  للذكور   قيمة وثمينة   منهن في العالم عبر هذه  التقاليد مثلا ارتدت الفتيات زيا موحدا لتصريح المساواة  في المدرسة ببالشيري ، حقيقة هن تقلد الذكور و تكسّر ذاتهن وتزعم عظمة الذكور،وهذه المساواة تؤدّى الى تدهور ذاتهن وتزيد سيطرة الرجال على النساء .


الفردية

إن لكل مجموعة قائدا ورئيسا كما أن لكل جسد قلبا ورأسا فالأسرة لا تتحقق إلا برجل قوام عليها حتى النمل لا تسير الا بقائد يقودها ولا يعمل النحل إلا تحت توجيهات ملكة ترأسها فكذلك لكل أسر قائد هو الذكر ، وللأبوين حقوق على أطفالهم  ويثبت علميا  أن للأبوين دورا بالغا في  تطوير عقل الأطفال  وصحة عقلهم وأيضا أقل رعايات الأبوين يؤدي إلى فساد أخلاقهم .

لكل فرق لجنة ولكل ولايات حكم ، ومن المعروف أننا نعطي بعض حريتنا للولاية فالولاية تعطي لنا الأمن والأمان ، هكذا العقد وبذلك أن رعاة تحتاج لحسن امورنا ، مثلا ،إذا قرر الناس كلهم القيام بالأشياء بمحض إرادتهم دون اعتبار لأي حدود أو قوانين ، فماذا يحدث أن العالم كله سوف يدمر في نفس الوقت  وبذلك القيادة والإحكام محتاجة في المجتمع .

 وللإسلام موقف صريح للقيادة ، قال رسول الله (صلى) إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا ، ونفهم من هذا الحديث الشريف أن للإمارة والقيادة منصبا واضحا في الإسلام لحسن إدارة الأمور ولتنفيذها .

والفردية مبادئ مهمة في الليبرالية ولكن في الحقيقة هي خسران مبين ، مثلا إذ نقول لأطفالنا :إننا نعطي كل حقوقكم إليكم ، واحصلو العلوم إن شئت أو اذهبوا  إلى المدرسة إن شئت ، فما النتيجة ؟ , تسعون بالمئة لا يستعد أن يذهب إلى المدرسة هكذا كل الأمور  وبذلك  الفردية لاتنفد بالكامل. ويحتاج المجتمع إلى التعاون والتبادل بين الناس .


النسوية

النسوية نظرية  تقوم على حرية المرأة ولها مبادئ غير مسبوقة ولها أغراض متنوعة وأهداف مختلفة ، ومن أهمها  حظر عقود الزفاف والزواج ، وليس فيها شيء  للباه الا الإذن وأيضا هي تمنح الحرية لارتكاب المحارم ، و هذه الأمور يدمّر نظام النسل ونظام الأبوين كما الّف دافيد بلانكن حورن الكتاب باسم (فادر لس أميريكا) . 

 وللإسلام موقف صريح للزفاف وبعده قال الله  في قرآنه العظيم : وإنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا۟ فِى ٱلْيَتَـٰمَىٰ فَٱنكِحُوا۟ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُوا۟ ، أن هذه الآية تشير إلى النكاح ، النكاح يوجب بعض الحقوق للنساء ومنها تربية الأولاد وحفظ نفسها ومال زوجها ، يجب للرجال أيضا نفقة زوجاتهم  وبذلك أنّ النكاح يحتاج إلى معروف المعاشرة بين الأزواج ، وعبر النكاح يصير الأزواج عائلة والعائلة تكون نواة المجتمع .

ومن الواضح ، الجرائد تخبر أن واحدة من العشرة جاهلة عن ٱباء أطفالهن في بريطانيا ، والواحدة من  الثمانية اغتصبت في فرنسا ، النسوية أيضا تحظر عورة الإسلام وتحاول أن تظهر عوراتهن أمام الرجال ، وهذه المبادئ كلها تؤدي إلى قتل حرياتهنّ لأنها تمنح للذكور فرصة للنظر إلى عوراتهنّ وللباه وتصير مجبرات لكسب نفقة أطفالهن ويكون الذكور ناجين من واجباتهم  وتصير الإناث كئيبات عبرها ، أن النسوية حقيقة تؤدّي إلى قتل حرياتهن ، ولا يختلف الاثنان في  أن الليبرالية كلها غضاضة . 

 

بقلم : إبراهيم بادشاه 
طالب في تنسيق الكليات الإسلامية ، كيرالا ، الهند

Post a Comment

أحدث أقدم