يا نبي المرضى


يا من تقلَّعَ من نفوسٍ داءً

جازاك ربُّ العالمين جزاءً


يا من يَصيرُ لِذي البلايا ملجأً

أقْلَعْتَ مِنَّا نِقْمَةً وبَلاءً


يا داحِر الأسقام ألْقِ بثَرْوَةٍ

أسْقيتَ مِن شُهْدِ الشِّفاء سِقاءً


ولَابْنُ آدمَ في جهنَّمِ فاقةٍ

فاخفضْ جناحك للأنامِ رجاءً


هيّأْتَ للمرضى فراشَ مودَّةٍ

وسَقيتَتهم عسَلَ الجليد شتاءً


يا مُرتَدي ثوبِ البياضِ فأسْعِفُوا

مَرْضًى أتَوْا كي يُسْهِروك عِشاءً


أنتَ الذي تُحْيِي المريض فتَلْتَقي

في الجُبِّ موتا قد هجَاك هِجاءً


هاجرْتَ أهْلَكَ، تَبْتَبَتْ آمالُكَ

واليومَ، أمسِ، غدٌ أتاك سواءً


صاحبْتَ في المُستَشْفيات بعوضةً

لِتُذيقَ من بَحْرِ السلامة ماءً


نَسخَتْ صفاءَ العيشِ ألفُ مضرّةٍ،

مرضُ العليل فأسْغَبَ الأمعاءَ


أنتَ الدواءُ يا طبيبي، هاتِ لي

مِلْءَ الأيادي والأكُفِّ شفاءً


إني كَقيْسٍ يا طبيبُ أتيتُكَ

فالعُمرُ دونك قد أصاب شقاءً


لاحتْ بوجهك أنْجُمٌ وفَراقِدُ

والكلُّ تاقوا وجهَك الوضَّاءَ


من عندنا أيدٍ لجهْدك في الدنا

حتى أبو يقظان أبكمَ فاءَ


فاليومَ أصبحتِ الكرارُ مقابِرا

يا ربّ سلِّمْ أمّةً جَمْعاءً



  بقلم: محمد يونس بن عبد الله الفانغي

  طالب في كلية دار الهداية الدعوية ، مانور

Post a Comment

أحدث أقدم