زبير بن عبد العزيز
باحث في جامعة دار الهدى الإسلامية ، كيرالا
إن علاقة العرب مع الولاية كيرالا بدأت منذ قرون من عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه العلاقة ساقت الولاية إلى ثقافة محمودة رغم العلاقة الدينية للدعوة الإسلامية كانت هناك العلاقات التجارية أيضا، وزارها الكثير الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وبعد قرون الصحابة والتابعين تتابعت الدعوة الإسلامية في الولاية وخارجها، حتى كان قدوم سيدة النساء بيما بيوي وابنه ماهين أبو بكر رضي الله عنهما بعثة ونباهة جديدة للدعوة الإسلامية، كانت أسرة ذوي المهارات في العلاج والطب وهكذا ثبتت جذورها بفعالياتها في علاج المرضى في أنحاء تروفاندرم من غير بعيد، وبدأت الدعوة الإسلامية بمهاراتهم العلمية والعلاجية مستوحية من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومسترشدة بنور الإيمان وكرست حياتها كلها للقيم الأخلاقية للإسلام، فأصبح ابنه الحبيب الشيخ السيد الشهيد ماهين أبو بكر قديسا عظيما بالفطرة بحماسة.
ولكن بهذه الحوادث والدعوات صارت القوى المملوكية الحاضرة في تلك الفترة خلافهم وهددوهم بترك الدعوة وحثهم على التخلف منهم ولكن عندما أبوها أعلن الملك الحرب خلافهم واستشهد فيه الشيخ ماهين أبو بكر وجنوده الصيادون، وبعد ذلك ما عاشت هذه الأم إلا قليلا، ودفنت بعد وفاتها في مقبرة مسجد الذي يعرف اليوم باسم هذه السيدة العظيمة المرحومة.
إطلاق النار ببيمابالي...
المدينة الساحلية بيمابالي تقع في منطقة تروفاندرم، في عام ٢٠٠٩ مايو أطلقت الشرطة العسكرية الكيرالية النار مدافعة لنزاع عادي وقع بين الشعب المسلمين والسكان الكاتوليكية لها، وكانت تشريحاتهم ليس هذا نزاع عادي بل صارت منازعة شعبية الظالمة، وهذا كلها كانت خلف الحقائق، واقعة مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجروح خطيرة والتي كانت أكبر إطلاق نار من قبل الشرطة شهدتها كيرالا منذ عام ١٩٥٧، والمذنبون اصلا هم الحكومة وشرطتها، وهكذا هي الحقيقة الوحيدة ولكن الواقعة التي تم تصويرها في الفليم "مالك" وهي صورة سياسة اسلاموفوبيا ونشر الشعبية وسموها.
الفيلم المليالمي"مالك"
يقول الناقدون والوسائل الإعلامية ومحاضرو الإتصالات والإعلام ومخرجو الأفلام - هناك شيء جذاب لا يمكن إنكاره في الفلم المليالمي "مالك" لمخرجه ماهيش ناراينن حيث يتميز مثل الجميع من العواطف والمشاعر والاضافات المتنزهة للمشاهدين، ومن عادة التخريج والاطلاق امتزاج السياسة والأحوال الإجتماعية في الأفلام، وهذا كثير في الافلام المليالمية ولكن ذلك العمل اي امتزاج سياسة المجتمع من أكثر التهديد للتخريج والمخرجين ومشاهدتها.
وهذا الفلم يلتفت إلى تلك الجهات ويطلع بل يحرف بعض الوقائع الحقيقية، حتى عندما يشاهد السينما على أنه هو فنحتاج ونضطر إلى مناقشة سياسته، ولكن إعادة التاريخ الاجتماعي والسياسي للبلاد بالاحداث التي يتم تصويرها في الفلم سيكون عدم الحكمة وفقدانها وظلما قاتما.
وهذا خطر عظيم خاصة للجيل الجديد الذي يقرأ ويتعلم التاريخ ويفحصها عبر المقاطع الفيديوهات والأفلام والوثائقيات المركزة على التاريخ، وقال المخرج: "ولا أرى في هذا الفلم مركز على التاريخ أو على الواقعة الحقيقية، بل هو مجرد تصوير قصة خيالية".
بل المشاهدون عند المشاهدة يخطرون ببالهم ويطلع أذهانهم إلى الواقعة الظالمة القاتمة التي شهدتها الولاية كيرالا منذ سنوات من قبل الشرطة العسكرية.
وأصبحت سياسة المخرج موضع تساؤل لأنها خلقت الانطباع بأن المسلمين في رامادابالي والمسيحيين في إيدافاثورا كانوا يعيشون في كراهية تجاه بعضهم البعض كمسلمين متطرفين، وقد فشل بسبب عدم الدقة السياسية في منصبه. ربما لهذا السبب قرأ العديد من المشاهدين الفيلم بالاقتران مع سياسة بيمابالي. انها ليست سياسية فقط، بل يجب ألا ننسى أنها سياسة مجتمعية.
وأخطأ المخرج في جعله ممكناً لتلك القراءة السياسية. أعتقد أنه حتى تأثير بعض العنصريين الليبراليين ربما يكون قد عمل وراء هذا الخطأ. لسوء الحظ ، نحن نعيش الآن في مجتمع لا تغفر فيه الأخطاء. يمكن أن تكون حساسة من الناحية السياسية.
أعتقد أن هناك شيئًا خاطئًا في مجتمعنا لا يمكنه رؤية فيلم مثل مالك كفنان تجاري جيد. إنه يظهر فقط أننا محاصرون في شيء غير واقعي.
مالك ليس فيلما سيئا لكنه جيد على عدة مستويات، وتدور الأحداث في الفيلم بصورة مبسطة في حارتين صغيرتين رمدابالي وأدواترا تحوي أنواعا مختلفة من البشر فئتين من الأديان، وفي رمدابالي وهو جمهورية المسلمين وفي ادواترا تعيش فيه الشعب الكاتوليكية من المسيحيين، ولكن تبرز بين قصصهم المتنوعة قصة فتى شاب كنا قلنا الذي تحاول الترقي في هذه الحارة الضيقة الفقيرة، ولقد خلق المخرج شخصية متعطشة للسلطة من نفس الدين مع عقلية معاكسة تماما لتصوير بطله على أنه رجل صالح متدين، لم من نفس الدين؟ وهدفه واضح وقد تم تصوير قصة حياته بطرق تهريبي ومثله كمثل إرهابي يحمل الأسلحة.
ويجب علينا الاستمرار ألا نتجاهل عن قراءات مالك السياسية. ككائن اجتماعي ، نحتاج إلى فهم سياسات بلدنا بمزيد من العمق.
على كل حال، عندما نمعن أنظارنا إلى الحقائق مرة وإلى الوقائع التي تم تصويرها في الفليم شتان بينهما، كالمشرق والمغرب لا يوافق أحدهما الآخر، وهذا خطير جدا لمستقبل فن السينما ومستقبل المجتمع أيضا.
إرسال تعليق