عيد الأضحى.. يوم البركة والمحبة

 

زبير ابن عبد العزيز 

باحث في قسم اللغة العربية، جامعة دار الهدى الاسلامية، كيرالا، الهند

عندما تدور الأيام والشهور ويحضر عيد الاضاحي، يتذكر كل مؤمن ذكريات الجهد والعزمة لإبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، يوم إفشاء المودة والمحبة والألفة والرحمة بالاعطاء والجود بين المؤمنين من لحوم الأضحية والأطعمة، لما أن أحدا لا يجع في يوم العيد، يوم الفرح والسرور، كما فرضت الزكاة بتزكية الأرواح والنفوس ختاما لرمضان..

ويتفضل عيد الأضحى بأنه خير يوم طلعت فيه الشمس.. يوم مبارك في شعائر الحج المبرور من عمود الإسلام ويجتمع الحجاج بدون الاختلافات اللغوية والوطنية واللونية ويولغون في الله روحيا وعاطفيا وذلك من أفضل الاعمال وأهمها للحج المبرور لما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحج عرفة" ويعني أن أهم أعمال الحج هي الوقوف بعرفة.

وعرفة وهي أجمل الأمثال واروعها واشرفها للإنسانية بما ليس بها الاختلافات والتفريقات بين الفقير والغني والقوي والضعيف، كل من يجتمع هنا من وسط النهار إلى غروبها مثل جسد واحد وكلهم سواء..

ويرجعون إلى الله ويتوبون من ذنوبهم  وخطاياهم السابقة ويبكون ذاكرين الأحوال الهائجة، وأخيرا يعودون إلى مزدلفة في حال ما بين الخوف والرجاء مثل سماء صافية بعد الغزير..

ويوم عيد الأضحى يعتبر من أعظم فرصة للتقرب إلى الله تعالى والتعبد إليه بجميع أنواع القربات، ففي هذا اليوم يتقارب المؤمنون من بعضهم البعض ويتزاورون  ويساعد بعضهم بعضا ويحنو القوي على ضعيفهم والغني على الفقير ويتشكل كجسد واحد لا يفرقها القوى الظالمة إلا كثرة الرحمة والألفة.

وبما لعيد الأضحى فضائل عديدة  أنه خير الأيام عند الله لأنه يوم تكثر فيه الأعمال الصالحة طاعة لأمر الله تعالى وتكثر فيه التكبيرات والتسبيحات والاذكار الإلهية.

ومن فضيلته أنه هو عيد المسلمين الأكبر، لأنهم ينتظرونها حق الانتظار من عام إلى عام فيفرحون بقدومه ويسعدون ويتصافحون ويعانقون بالمحبة والمودة ويتبادلون التهاني، فليس هناك اسعد يوم من هذا لهم، فهو يوم تكثر البركة والشرف والفضيلة بالنسبة لهم، وكما قلنا هو يوم الحج الأكبر الذي يكثر الحجاج بمناسك الحج العظيمة.

وبما أنه يوم النحر الذي يذبح وينحر فيه الأضاحي من الشياه والابل وغير ذلك من الحيوانات المحترمة، ويقسم لحومها بين المسلمين بالعدل والمساواة لما فيه حسنة كثيرة لكل شعرتها حسنة كما قاله صلى الله عليه وسلم.

من ذكريات الأب إبراهيم وهاجر عليهما السلام- التي لا تنتهي -الذين أفدى إلى الله ابنهما وتحملوا الجهود والامتحانات الضيقة.

جمعنا الله في الجنة معهم وجعلنا ممن تبع ملة إبراهيم عليه السلام... آمين