شبلي جوهر محمد
"إن الدين عند الله الاسلام" تدل هذه الآية على فضيلة الدين الاسلامي. هذه حقيقة ثابتة بالعقل والنقل ولكن العقول البشرية ضعيفة جدا لا يسعها إلا ما يقدر حملها بها فقط. والقلب ينقلب دائما بحسب مهب الرياح تميل إلى هذا مرة وإلى ذاك مرة ولكن السماوات والارض واختلاف الليل والنهار ونزول الأمطار وجريان المياه ونبت الأشجار كلها تدل على وجود خالق المخلوقات ووحدانيته بل إن خلق الإنسان في بطون الأمهات طورا فطورا فيه آيات ودراسات على الخالق . والملحدون مقرون بهذه الأشياء والحقائق كلها. ولكنهم لا يثبتون على أصل واحد بل يتغيرون من حال إلى حال ومن فكرة حسبما يبدو في عقولهم. وهذه التغيرات نفسها من دلائل وجود الخالق . لأن كل متغير حادث وكل حادث لا بد له من محدث وخالق.
إن الله عز وجل ميز القرآن الكريم الذي يحمل كلمته الأخيرة للبشرية كافة بخصائص لا توجد في غيره، فقد كانت الرسالات السابقة محدودة بأقوام ومحدودة بزمن معين ينتهي بإرسال رسول جديد، بينما هذه الرسالة كانت للبشر كافة. فحمَلتْ آيات الإعجاز في القرآن الكريم معانٍ كثيرة دالة على حقيقة الوحدانية لله عز وجل وسمو رسالة الإسلام ودورها في سعادة وخير الإنسانية جمعاء. وفي عصرنا الحديث الذي اتسعت فيه دائرة العلوم وانكشف فيه كثير من أسرار الكون، تبينت للناس حقائق كثيرة تتعلق بالإشارات القرآنية لم تكن معلومة من قبل، فازداد الناس تعلقاً بتلك الإشارات وقامت بشأنها أبحاث متخصصة يقوم بها علماء مسلمون في شتى فروع المعرفة، وقامت دعوة تهدف إلى الإكثار من هذه الأبحاث، من أجل إقناع غير المسلمين بالإسلام عن طريق إثبات صدق القرآن، وأنه وحي منزل من عند الله تبارك وتعالى، إذ لم تكن المعلومات الواردة فيه معروفة للبشرية كلها من قبل، فيستحيل أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن من عند نفسه كما يزعم المستشرقون وغيرهم من أعداء الإسلام، وهذا دليل في ذاته، وقد أسلم على هداه بعض الناس بالفعل.
إن الآيات القرآنَية والأحاديث النبوية كلها ثابتة إلى أبد الاباد كما أنها محققة بالعقل والنقل . ولا يتغير بالدخيل عن الأصيل أبداً. وفي الآونة الأخيرة شهد العالم انتشار دعوى الملحدين ودعوتهم، كأنهم اجتمعوا كجمعية واحدة أو هيئة موحدة على مستوى العالم. وانتشرت دعاواهم الفاسدة إلى المسلمين وغيرهم . وبالخصوص إلى الطلاب والباحثين لأن أفكارهم لا تتوقف على أصل واحد بل يتجاوزون من شجرة إلى شجرة ومن مصدر إلى مصدر ومن حقيقة إلى حقيقة أخرى في أيام دراساتهم وبحوثهم . إن العقول السليمة ترفض كل الدعاوى الفاسدة بدون أي تردد ولا شكوك. ولكن هناك دعامة من قبل الجمعيات وتشجيع من ذوي الأفكار السيئة، كما أن أصحاب الفرقة العدائية للاسلام يريدون الاساءة إلى الإسلام بدعمهم للأفكار المضلة عن الحقائق الثابتة في عقائد المسلمين لكي يخرجوا أبناء الاسلام عن الملة الحنيفية إلى الكفر والضلالة .o
على العلماء والشيوخ أن يكون على بصيرة في موضوع الإلحاد؛ لأنه أشد مصيبة على الأمة من الشرك والبدعة وسائر الأفكار الفاسدة.
وينحرف بعض الشباب المسلم عن الحقائق الدينية والعقائد الصحيحة مدعين أن حرية الأفكار والاجتهادات لها دور بارز في بناء المستقبل الجديد . فلماذا تحبسون أفكارنا بقيود الأفكار القديمة التي ليس لها أي تأثيرات في العالم الجديد؟
🌹🌹🌹
ردحذفإرسال تعليق