محمد عادل
طالب في أكاديمية الإمام أبي بكر بن سالم، كيرالا، الهند
كانت في مملكة كربيك قرية صغيرة حيث يعيش فيها مئات النجارين ، يذهب النجارون إلى الغابة المجاورة من القرية لجمع الخشب والذهاب به إلى القرية لصنع الأثاث، وكانوا يقطعون الأشجار لعملهم ويزرعون بدلا مما قطعوه. ذات يوم كان النجارون يعملون في الغابة، وأثناء عملهم سمعوا صوت الفيل الذي أصيب بجسده، ولما سمعوا الصوت أوقفوا العمل وأسرعوا إلى الفيل، وكان في رجله شوكة حيث أنه لا يستطيع ان يخطوا خطوة، وقام النجارون بخلعها، وعالجوه جيدا حتى شفى من مرضه بسرعة. بعدما شفى الفيل نظر إلى النجارين الذين يعملون وفكر بنفسه، إنهم أنقذوا حياتي فكيف أستطيع أن أساعدهم في العمل، فرأى بعضهم يحملون الخشب على اكتافهم , فساعدهم الفيل بالحمل وغير ذلك، ومنذ ذالك اليوم عاشوا ببهجة وسرور كعائلة واحدة. بعد فترة من الزمن، جاء إبن الفيل إليه، وكان قويا مثل والده، و بدأ في مساعدة الأهالي، ومع مرور الأيام صار الفيل الكبير عجوزا حتى أنه لا يستطيع أن يحمل الخشب إلا بصعوبة، وطلب منه ابنه أن يستريح بقية عمره، وقال أنه سيقوم بمساعدة الأهالي .
جاء ملك مملكة كربيك للجولة إلى الغابة، ورأى الفيل الذي يعمل مع النجارين، وقع الملك في حب الفيل فورا، وقال للأهالي: أعرف أنكم تعيشون بفرح وسرور كعائلة واحدة، لكن إذا انضم هذا الفيل القوي إلى جيشي فسيزيد قوة مملكتنا، و لا يستطيع أحد تدميرها، و طلب من النجارين رأيهم، فقالوا: إذا فارقنا الفيل سنكون قلقين لكننا نتحمل هذا الألم لأجل مملكتنا، وذهب الفيل مع الملك إلى القصر، وكانت غرفته داخل القصر وكان يأكل مع الملك، وصارا صديقين. بعد مدة أراد الملك الجولة في الغابات واستعد للذهاب، وجاء إلى جانب الفيل وشرح له الأمر، فسأله الفيل: هل تأخذني معك؟ فقال: أنا أذهب إلى مكان بعيد من هنا، ويحتاج إلى مدة طويلة للسفر، أنت ستبقي هنا وتحمي المملكة في غيابي، ولما سمع الوزراء حديثهما سأل أحد منهم لللآخر: ماذا يقول السلطان.. هل من الممكن ان يحمي الفيل مملكتنا في غياب السلطان؟ فأجاب الآخر : الحب والوفاء شيئان قويان ولا يوجد بشري يضاهى حب ووفاء الحيوان.. سوف ترى حينما يحين الوقت، قوة الرابطة بين الفيل والملك. وذهب الملك.. مرت الأشهر لكن الملك لم يعد.. فخاف الوزراء والملكة عليه.. و بدأوا البحث عنه.. وقال أحد الجنود أنه رآه يدخل الغابة التي لم يخرج منها أحد حيا.. هذا الخبر أحزن الملكة و الوزراء والفيل وعامة شعب المملكة.. وظنوا أنهم قد فقدوا سلطانهم .
سمع ملك كوموش بغياب ملك كربيك في قصره وما حصل له.. وكوموش هي مملكة مجاورة لكربيك.. وكان ملك كوموش ينتظر فرصة للاستيلاء على مملكة كربيك.. ورأى هذه الفرصة جيدة للهجوم عليها.. وبدأ الهجوم من جهة.. وأخبر الوزير الملكة بالهجوم.. وأمرت الملكة بالدفاع عن المملكة ثم قالت : أنا سأقود هذه الحرب.. لكن الوزير منعها من الخروج.. وقال لها: إذا أصابك أي مكروه فلن يكون لأميرك أحد.. ثم ذهبوا للحرب.. وتعرضوا لخسائر في البداية.. واستشهد كثير من الجنود.. ورجع الوزير فورا إلى الملكة.. وقال لها: إن لم نفعل شيئا الآن فسنخسر المعركة.. في ذالك الوقت تذكرت الملكة أمر الفيل.. وذهبت إليه وقالت: مملكتنا في خطر يجب أن تساعدننا. ولما سمع الفيل بالوضع.. صرخ بصوت عال.. وانطلق إلى ميدان الحرب وبدأ الهجوم على الأعداء.. واستسلم الأعداء للهزيمة.. وانتصرت كربيك في الحرب بفضل الفيل القوي. وعادوا إلى القصر.. وكان الأهالي يثنون على الفيل ويمدحونه في وسط القصر، في ذاك الوقت دخل أحد إلى القصر فجأة، وكان الداخل ملك كربيك نفسه.. وركض اليه الفيل فورا.. وشكره الملك على حماية مملكته وعائلته.. ثم قال الملك للأهالي: الحب والوفاء شيئان قويان جدا.. وما فعله الفيل وحده، لم يستطعه الجيش بأكمله.
إرسال تعليق