زبير بن عبد العزيز
باحث في قسم اللغة العربية بجامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا، الهند
قال الله تعالى: "مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْه فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
إنّ ولاية كيرلا لها ثقافة في المساهمة العلومية مع تنوّرها بنور الإيمان منذ عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وانتشر العلماء والخطباء المهرة في جميع مجالات العلوم وفي شتّى الفنون، في علوم الفقه وعلم القرآن وغيرها، ومن العلماء ذوي القدرة على الدعوة الإسلام في الولاية وخارجها. وكان الشيخ محمّد مسليار الكُوتَنَادِي نجما لامعا في الولاية في التفسير وعالما تقيّا سخيّا في الولاية.
الولادة والنشأة
شهدت الولاية ولادة هذا العالم العبقري في سنة ١٩١٥م، في بلاد كُوتَنَادْ في مقاطعة بَالَكَّادْ.
وكان راغبا وراجيا للعلوم وبدأ رحلته العلمية في صغر سنه، واشتغل بالدراسات الإبتدائية، ثم التحق في مسجد الجامع في والابزا وتعلّم فيه، ولمّا لم يكتف بتلك الدراسة الأولى، فالتحق بالمسجد الجامع في فَلِّكَّرَ وفَرْفَنَنْغَادِي وفَنْغَانُورْ وفَينْغَرَا وأَرِيكُلَمْ, وكان أحسن الطلاب عقلا وفهما...
ولمّا تمّ دراساته من المساجد الجامعة المذكورة، وما كان رجاؤه ورغبته أن يتابع طريق العلماء المهرة الذين يقادون بالدرس العلوم. ولكن قد شهد مهارته العلومية في بلاد كَدَوُورْ ووَاوَادْ في مقاطعة كَالِكُوتْ.
ومن أساتذته الكرام العلماء المهرة في شتّى الفنون، عبد العلي كومو مسليار ونالل أحمد مسليار وكُوتِلَنْغَادِي بافو مسليار.
رئاسته لجمعية العلماء لعموم كيرلا
جمعية العلماء لعموم كيرلا جمعية أسّست على التقوى وقادها علماء عاملون، وذوي علم وفضل.
وكان الشيخ محمّد مسليار الكُوتَنَادِي ممّن أخذ لجام الجمعية، واختير عضوا لجمعية العلماء (بدل مولانا الشيخ أحمد كوي الشالياتي رحمه الله تعالى) في سنة ١٩٥٥، وكان محاضرا رئيسيا في الاحتفال السنوي للجمعية قبل اختياره إلى المشاورة.
ثم صار أمينا مشتركا للجمعية في سنة ١٩٥٦ في زمن مولانا الشيخ عبد الباري مسليار (رئيس الجمعية) ومحي الدين كوتي مسليار الفَرَوَنِّي (الأمين العام)، واختير رئيس الولاية لجمعية الشبّان السنّيين (SYS) في سنة ١٩٦٢.
مؤسس كلية دار الهداية للدعوة
كلية دار الهداية للدعوة كلية عظيمة، بناها الشيخ المرحوم الفاضل محمد مسليار الكُوتَنَادِي في سنة 1998م. هذه الكلية قد تولّت رئاستها جامعة دار الهدى الإسلامية، وهي من الكليات التى يدرس فيها المنهج الدراسي لجامعة دار الهدى الإسلامية، أمّا دار الهداية فهي مجلس تحته المدارس الإسلامية والمدارس الحكومية.
مؤلفاته البارزة
من مؤلفاته رحمه الله، في معاني القرأن وتفسيره, وهي :-
١- فتح الرحمن في تفسير القرأن
٢- التوحيد : نظر موجز
٣- الزكاة في الإسلام
٤- الشيوعية والإسلام
ورغم هذا كان مديرا عاما للمطبوعات في "أوقات السنيين" (sunni times) و"البرهان" (al-burhan).
وفاته
قضى الشيخ أوقاته كلّها مشغولا في ميدان أهل السنة والجماعة وبحر العلوم وعلى خلاف أعداء الدين، وعاش لكلية دار الهداية للدعوة ولتقدمها.
وفي يوم السادس عشر من أبريل سنة 2000م، انتقل هذا العالم الزاهد إلى جوار الله تعالى.
إرسال تعليق