محمد صالح
مما لا يختلف فيه ولا يرتاب أحد أن التاريخ لقد اضطهد بعض الأحداث ونفر عن حق بعض الشخصيات بصورة بشرية بشعة، وهذا المقال يشير إلى فريسة لأظفاره وأستهدف به ترسيم الحقيقة وتوضيحها، وليس من مقدور هذا القلم العاجز أن يحوي كل المبادئ فيما يكتب، ولكن حاولت لكون كتابتي حاوية جلها. لا في قلوب حوجاء ولا لوجاء على أن شخصية "الزومبي"لقد لعبت دورا مهما في رحبة الروايات والسينما والدراما الغربية، واستحوذت على قلوب عدة بشكل الرعب والهلع منذ قرن تاسع عشر حتى يومنا هذا. ومن المعلوم لدى القاصي مع الداني أن في العصر الراهن تم إطلاق مصطلح الزومبي على الموتى الأحياء في أفلام الخيال المرعب، ولقد تم إخراج عدة الأفلام وجمة الروايات التي لعبت حيوية في شاشات السينما لفترة غير قصيرة. يعد بروز فكرة "الزومبي" بعد صدور الرواية"أنا أسطورة" لريتشارد ماثيوسون سنة ١٩٦٤ م، على الرغم منه صُممت ألعاب الفيديو للأطفال ب"الزومبي". في الخلاصة أصبح هذا الاسم معروفا جاريا في كل شفتي من يهب ويدب.
وأثرت هذه الرواية المذكورة تأثيرا بالغ العمق في بعض كتاب الروايات الأخرى، وطرقت جفن عيون بعض مخرجي الأفلام فأخرجوا خلجات قلوبهم النابعة من تلك الأباطيل الملفقة الفاسدةالتي لا تمت بالحقيقة بصلة. هذا ما يعكس في الأفلام "الرجل الأخير على سطح الأرض"و"ليلة الحي الميت" للمخرج سورج روميرو في ستينيات عام ١٩٠٠ م، والذي يزيد الأمر خطورة أن أفضت إلى تشويه الصورة الحقيقية، بل جلبت فكرة مرعبة حديثة ل"الزومبي" على أنه من إمكن بعض الموتى والقتلى العودة بعد الدفن للنقم وحشي عنيف، حتى تأكل اللحوم البشرية متحركة وامتصاص دمها، التي هي نظرية باطلة سخيفة كما لا يخفى على أحد له شعاع من العلم وبرق من المعرفة، اكتسبت شخصية الزومبي شعبية ملحوظة في ناحية أخرى في أمريكا الشمالية والفولكلور الأوروبي خاصة وعلى الساحة العالمية عامة.
رؤية عميقة ونظرة استشرافية في تاريخ بعين الإنصاف يتضح بأوضح الوضوح وويتجلى بأجلى الجلاء أن الروايات المقروءة حاليا والأفلام المقتبسة منها لا ترتبط إلى جانب الواقع بعلاقة خفية، بل إنما هي تسعى لتضليل وعي العام وتحاول لبث الرماد في أعين الناس السذج، ومما يعجب الأنظار ويدهش المسامع تعلق شخصية "الزومبي" بالقائد المسلم الذي ارتعد به الأعداء من قمة رأوسهم إلى أخمص قدميهم، بل هو الحق الذي تذكره صفحات تاريخ برازيل المشتتة الباكية.
نعم ..كان هناك في برازيل قائد إفريقي مسلم جلد منيع أسود يدعى جانجا زومبي. ولد في بالمياراس البرازيلية عام ١٦٥٥، هو الذي أسس دولة إسلامية في برازيل وتصدى لاستعمار البرتغالية وأذاقهم ميلات المر. وله أصداء عالية الرنين في تحريك نضال العبيد ضدهم وبذل نفسه ونفيسه لوقاية الشعب من براثن الاستعمار، واستنفر قوته لانتشال الناس من وطؤة الاستعباد، ورسمله خطة تلوى أخرى، لقد وطد وشائج الارتباط بين مختلف الشعب تنفيذا لخطته الأولى، فبائت محاولات البرتغاليين بالفشل الكامللدمار حكمهم بالحكم بالتفرقة، وتعزز أتباع الزومبي مع عزر الخيانة فيهم وأخذ ينبت بينهم طوابير الخامس، فاعتقل بأحد أتباعه، وصب المستعمرون على جدثه ما خطر في بالهم حتى تذرف منه الأعين وتنشق منه القلوب، وما يكمل غضبهم وحقدهم من البربريات و الهمجيات التي تماثل صورة الزومبي الحالية التي يستنكف منه ضمير الإنسان، وعلقوه أمام الملئ لتحذير عن الحراك ضدهم
ثم بذلوا قصارى جهودهم لتعكير الواقع ولتلبيس الحق بالباطل، حيث افتراى عليه بالبهاتين الاباطلة والأكذوبة الملفقة الأنيقة من أنوع الحي الميت العنيف الممزق للحوم الإنسان حتى لا يعلم هذه الحقيقة البعض الذي يضطجعون في الفراش الذي جعله وثيرا بسهره المتواصل. واذا استعرضنا التاريخ نجد نماذجا أخرى اختفتى حقهم وحظهم في صفحات بتزييف الكتاب، فلا بد من بث هذا الحق الذي يكاد يخفى كاملا من العالم بزيادة تأثير الأفلام والروايات.
إرسال تعليق