مجاهد أحمد علي
إن بإمكان “العمارة” أن تؤدي جانباً كبيراً من وظائفها إن لم نقل الوظيفة الأساسية لها، قبل أن تكتمل صورتها النهائية وشكلها الكامل. فما بالك بإنسان زوده الله تعالى بإمكانات لا حدود لها، وخصوصا إذا حصل على قسط من المعرفة يمكنه من ممارسة حياته الطبيعية.
(1)
إن المعرفة التي حصلت عليها ومقدار ما انفتح عليه وعيك في الوقت الحالي – مهما كانت الدرجة العلمية التي تقف عليها- تعتبر دعائم تشكل طابقك الأرضي، الذي يمكنك المساهمة به في أداء جزء كبير من المهمات التي تطمح لها في المستقبل.
إن الله جعل في فطرة الإنسان التسامي والبحث عن الكمال، وجعل له رغبات وتطلعات لا نهاية لها، وقد أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى ذلك بما معناه: (لو كان لابن آدم وادٍ من مال لابتغى إليه ثانياً..). مهما كانت الوظيفة او الدرجة العلمية التي تطمح لها..ستشعر لاحقا انها غير كافية، وستستمر في البحث عن المزيد، ومهما كانت الصورة التي تضعها لنفسك ستشعر أنها غير كاملة وستبحث عما يكملها..
(2)
إن الأجدر بنا ألا ننتظر اكتمال الصورة التي وضعناها لأنفسنا، حتى نبدأ في العطاء والإنتاج ونفع الآخرين، لأنه وكما اشرنا سابقا، لن نشعر باكتمالها ابدا وهذا جزء من فطرتنا، وانما ينبغي أن نقدر قيمة ما لدينا، ونستخذمه باعتباره طابقا أرضياً في عمارة تتسامى نحو الكمال.
(3)
إن استحضار هذا المعنى الى وعينا مهم جداً، لأنه يشكل نوعا من الحماية ويعطينا مناعة ضد الظروف التي قد تحول دون اكتمال تصوراتنا وتطلعاتنا، وخصوصا الطارئ منها كالحروب والأوبئة و الكوارث الطبيعية. لا ننتظر اكتمال الصورة بل نعمل بما يتوفر لدينا من معرفة وإمكانات و ندرك أننا بذلك نمضي قدماً.
(4)
إن لدى البشر “بخلاف العمارات” قيم ومبادئ راقية تساعد على تجاوز الصعوبات، من ذلك: التعاون والتشارك وتكوين فرق ومنظومات. إن ما تراه انت طابقا ارضيا، فقد يعتبر لغيرك طابقا علويا..
لنعمل على إتاحة ما لدينا من إمكانات مهما كانت في نظرنا ضئيلة، فإنها في مجموعها تشكل طاقة كبيرة، من شأنها تحقيق تقدم باهر.
ما شاء الله عليك
ردحذفمقالة ثرية
إرسال تعليق