ملامح من المواقف النبوية في المجال الاقتصادي

 


محمد عبد الهادي

باحث في جامعة كاليكوت، كيرالا، الهند


في هذه المقالة أتناول ملامح من المواقف النبوية في المجال الاقتصادي. كانت الاصلاحات الاقتصادية في المدينه أول مرحلة في مواقف الاقتصاد االاسلامي. لم يجد صلى الله عليه وسلم بدا من اتخاذ المواقف الاقتصادي مع تحول المدينة إلى أمة واحدة  أعني دولة. جعل صلى الله عليه وسلم  التقدم الاقتصادي في ضوء الوصايا القرآنية. قد أفاد الاسلام أنموذج الاقتصادي للمؤمن بدقيقة ومتأنية. المال الذي أساس الاقتصادي هو أمانة الله   لا نستطيع أن نصرفه بكل عدة وعده إلا وفق أوامر الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى في محكم التنزيل: (وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) سوره الحديد. وفي آية 25 من سورة النساء اورد الله تعالى أن الثروات ليست سوى وسيلة  لإعاشة الانسان. تسلط هذه الأدلة الضوء علي إن الاجراءات الاقتصادية للمؤمن خضعت لقوانين الاسلام. فهذه تميز الاقتصاد الاسلامي من غيره. 

الوظيفة المهمة لأهل مكة كانت التجارة. على حين أهل المدينة كانوا يزرعون بشكل خاص. السبب الرئيسي الذي يقف وراءه أن أسواق التجارة المتوفرة في المدينة كلها تحت أيادي اليهود. فقد أدى الاستغلال وصراعات الملاك إلى انعدام الأمن في مجال الاقتصاد بالمدينة المنورة. فكان لابد من إيجاد بديل لهذا الوضع الاقتصادي غير المتوازن. وببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، رحبت المدينة المنورة إمكانات جديدة للتجارة. قد شكل صلى الله عليه وسلم سوق ريادة الأعمال الجديدة بتنسيق المهاجرين والانصار لإنهاء الاحتكار ات التي ملكها اليهود في الأسواق .هذا أول خطوة للتجارة في تاريخ الاسلام. واتصل النبي صلى الله عليه وسلم المجال الاقتصادي بالروحانية المفارقة من الاسواق المليئة بالاحتيال والخداع. هذا أول قرار في ظل ضمن التجارة. قال صلى الله عليه وسلم: "أعطوا الإجير أجره قبل أن يجف عرقه وأعلمه أجره وهو في عمله". ما اندلعت حقوق العمال مؤخرا بل في زمان حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أنذر صلى الله عليه وسلم من لا يعطي الأجراء أجرهم . وفي هذا روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قَالَ اللّه: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِه أَجْرَهُ". المراد في قول 'ورجل استأجر أجيرا إلخ' أن رجلا يستوفى منفعة الأجير  بغير عوض. وحث النبي صلى الله عليه وسلم الناس وشجعهم علي الكسب . ذات يوم قيل: يا رسول الله أي كسب أطيب؟   قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور. 

ومما يستحق بالذكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم ندد الخداع والحلف الكاذب بأشد العبارات . اليوم، امتلأت الخداع والحلف الكاذب في المعاملات. وورد أيضا في هذا موقف صلى الله عليه وسلم.عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ». قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: «الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ» رواه مسلم (صحيح مسلم؛ برقم: (١٠٦). وفقا للاقتصاد الاسلامي يلقي الضوء إلى أن مالك تكتسبونه من خلال الربا لا ربح فيه بل فيه خسر. على حين حسب الخبراء الاقتصاديين يفيدون أن المعاملة بما يتعلق بالربا فيه الربح المواقف النبوية والمواقف الخبراء المعاصرين تتميزان هنا.


في هذا العصر الحديث    

في زمان حياة النبي صل الله عليه وسلم. قد عين صلى الله عليه وسلم في السوق تشكله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسعيد بن العاص رضي الله عنه للتفتيش جودة المنتجات. وفي بعض الاحيان ، قد فتش صلى الله عليه وسلم نفسه المنتجات عيانا. "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي". 

ودربنا صلى الله عليه وسلم كيف تكون التجارة؟ وكيف نتعامل بلا خداع  وحلف كاذب . المعاملة بالصدق هو الجهاد. ولذا قال صلى الله عليه وسلم عن ثواب التاجر الصندوق الامين وعن أبي سعيدٍ الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التاجر الصدُوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)) رواه الترمذي.

ومما يجذر بالذكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن احتكار المنتجات حتى أنه في الاقتصاد المعاصر هو جريمة فالخبراء المعاصرون يصلون في أي نقاش ما يتعلق الاقتصاد به إلى المواقف النبوية. فنوع من الاقتصاد صدقة. حث النبي صلى الله عليه وسلم الناس على الصدقة التي اشتمل في نوعها قرض. على حين أن القرض في الاقتصاد المعاصر يعتبر معاملة يحصل منها صاحب القرض  علي الربح. أعني الربا. القرض في الاقتصاد المعاصر طريق إلى تحصيل الربح من خلال الربا. فان اساس الاقتصادي المعاصر هو الربا. اليوم، لا يوجد مكان يمس الفقر الباعث النوعي الذي يقف وراءه هو الربا. فلذلك حرم الله الربا على أيدي النبي صلى الله والمعاملة التي فيها الربا. قال الله: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ.

وفي الحقيقة، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما وصل إلى المدينة أرسل رسائل إلى ملوك الدول المجاورة تدعوهم إلى اعتناق  الاسلام . فنجم عن إرساله صلى الله عليه وسلم ، أصبحت عديد من الدول صديقة للمدينة المنورة. فاتجر صلى الله عليه وسلم معهم على هذه العلاقة أعني اتفاقا تجاريا وبهذا سهل تعزيز العلاقات الخارجية وتبادل السلع . تسلط كتب التاريخ الضوء على أنه تم فرض ضريبة خاصة في السلع المستوردة. وقد لعب مثل هذه الاتفاقيات في تحسين الوضع الاقتصادي المدينة المنورة. الحمد لله، في هذا العصر، قد خيط كثير من الدول أنموذج التجارة الاسلامية في إكليلها كأسوة حسنة. 

واصبحت للمدينة المنورة مصادر مختلفة للايرادات لتعزيز الوضع الاقتصادي للدول كزكاة وجزية وخراج وغنيمة. وأول من أعلن حقوق المرأة في المال هو  سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد رتب صلى الله عليه وسلم النظام الاقتصادي بمواقفه الدقيقة.

عصارة الكلام، أن الاسلام اتخذ مواقف متوسطة في المعاملات الاقتصادية مميزة من الرأسمالية التي تركز على البرجوازية بشكل مهم ومن الاشتراكية التي تنكر الحقوق الاقتصادية للشعب. فقد نفذ صلى الله عليه وسلم مبدأ  "أن الثروة يجب أن تكون خادما للانسان وليس سيدا للانسان ابدا" فحصد صلى الله عليه و سلم تقوية النظام الاقتصادي في الاسلام من خلال مخطط دقيق ومشروع متأن.

Post a Comment

أحدث أقدم