جنيد بن حمزة
الباحث في كلية البدرية للشريعة، كيرالا، الهند
مقدمة:
"ليلى وسعاد" حكاية شعرية موجهة للبالغين في مراكز تعليم الكبار، من مؤلفات المعلم السوداني أحمد بابكر حمدان، ولغتها هي العامية السودانية (لهجة عربية محلية)، وقام بترجمتها إلى الإنجليزية زميله المعلم السوداني (السنوسي حماد احمد)، وقد سعدت بقراءة النسخة المترجمة، وتحمست لنقلها إلى الفصحى، حتى قبل اكتمال الترجمة الإنجليزية؛ في خطوة مهمة للبدء في ترجمتها إلى لغتي الأم (المليالمية) الهندية. وقد قمت بنقل ما تم ترجمته إلى الإنجليزية، وأرجو أن تكتمل الترجمة قريبا ، لأقوم بنقلها إلى الفصحى في جزء ثان من المقال بإذن الله.
يقول المؤلف في مقدمة الحكاية، أنه كتبها بطريقة بسيطة في أربعة أجزاء، وتحكي تجربة سيدتين تسكنان قرية سودانية صغيرة، وقد كانتا في مقدمة النسوة اللائي سجلن بمركز تعليم الكبار لأول مرة في القرية.. وقد أصبحتا لاحقا معلمتين بالمركز بعد تخرجها. وفي الحين ربما يتسرب إلى ذهنك سؤال عن نشاطهما ههنا هل هو مرحب به؟ بالطبع: لا؛ لأنهما اتخذتا قرار التعلم في بيئة ترفض فيها النساء الدراسة، بل وتلام فيها الراغبات في التعلم.
الجزء الأول من الحكاية يحكي عن تأثير السيدتين في النساء الأخريات. وفي الجزء الثالث نكتشف مدى فاعليتهما في المجتمع علاوة على مشاركتهما في التدريس. وفيما بعد، سرتهما الفكرة بإنشاء مراكز دراسية جديدة في القرية، وامتدت جهودهما إلى توسعتها في مناطق أخرى من البلاد، ومن خلال الجزء الرابع سنتعرف على مستوى ما حققتاه من الشهرة، وما هو مستوى المجد الذي بلغتاه في القرية وخارجها.
(١)
وكانت ليلى في الأربعين عمرا، وصديقتها أكبر منها بقليل، عندما تم تأسيس المركز التعليمي وأصبح متاحا في القرية..
(٢)
تؤدي كل منهما أعمالها بالمنزل صباحا وتذهبان إلى المدرسة بعد الظهر. والنساء يطرقن عليهما أبواب الأسئلة: "إلى أين تتوجهين يا ليلى...؟" "أريد الذهاب إلى المدرسة".. أجابت عليهن ليلى.
(٣)
لم تتمالك النساء في القرية من الضحك وأخذن يتندرن بين الفينة والأخرى سرا: "أن ليلى وسعاد مثل الرجال".. "لماذا تردن التعلم وأنتما فوق الأربعين..؟" "عليهما التزام البيت، لا فائدة من المدرسة"...
(٤)
وسعاد أيضا لم تتمالك نفسها من الضحك.. تلقي إليهم سؤالا: "هل سمعتم عن عولمة تملأ أرجاء العالم" مضيفة بأن الناس في جميع الأنحاء يواصلون دراستهم من حين إلى آخر. وعلى الأقل أصبحت قادرة على كتابة اسمي واسمائكن...
(٥)
بعد مرور الأيام الأولى، واجتهاد السيدتين في توعية النساء، وعدم استسلامهن.. لم تعد ليلي وسعاد تذهبان إلى المدرسة بمفردهما، وإنما تتبعهما أخريات من نساء القرية من المقاربات لهما عمرا، وهن يحملن الكتب والأقلام.. وحازتا قصب السبق والتقدم حيث جل النساء قد اعتزمن على التعلم والدراسة.
إرسال تعليق